تُعد فلسطين من أقدم وأقدس المناطق في العالم، فهي مهد الحضارات ومسرى الأنبياء. عاشت هذه الأرض آلاف السنين من الحضارة، وكانت شاهدة على أحداث غيرت مجرى التاريخ العالمي. دعونا نغوص معًا في رحلة عبر تاريخ فلسطين العريق.
استوطن الكنعانيون فلسطين منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، وهم الذين أعطوا البلاد اسمها الأول: "أرض كنعان".
تأسست مدن عظيمة مثل أريحا، والتي تعتبر أقدم مدينة مسكونة حتى اليوم.
خضعت فلسطين لحكم الفراعنة المصريين لفترات طويلة قبل أن تتنازعها قوى آسيوية مثل الحيثيين والآشوريين.
احتل الرومان فلسطين في القرن الأول قبل الميلاد.
عانت فلسطين من الاضطهاد الروماني، خاصة بعد ثورة اليهود، حيث دمروا القدس عام 70 ميلادي.
مع انقسام الإمبراطورية الرومانية، أصبحت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية.
دخلت فلسطين تحت راية الإسلام بعد معركة اليرموك عام 636م.
استلم الخليفة عمر بن الخطاب مفاتيح القدس بنفسه، مؤكدًا على التسامح الديني الذي ميز العهد الإسلامي.
بنيت معالم عظيمة مثل المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
تعرضت فلسطين للاحتلال الصليبي عام 1099م، حيث ارتكب الصليبيون مذابح مروعة بحق السكان.
في معركة حطين الشهيرة (1187م)، حرر القائد صلاح الدين الأيوبي القدس من أيدي الصليبيين.
المماليك لاحقًا عززوا السيطرة الإسلامية حتى وصول العثمانيين.
أصبحت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية العثمانية عام 1516م.
خلال 400 عام من الحكم العثماني، بقيت فلسطين جزءًا من ولايات الشام الكبرى.
بدأت تظهر ملامح التنظيم المدني والاقتصادي، وإن كانت فلسطين تعيش حالة من الإهمال مقارنة بعواصم أخرى.
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، خضعت فلسطين للانتداب البريطاني (1920-1948).
أصدرت بريطانيا وعد بلفور عام 1917، الذي دعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مما مهد لصراعات متلاحقة.
في عام 1948، أعلنت الحركة الصهيونية قيام دولة إسرائيل، مما أدى إلى نكبة الشعب الفلسطيني.
تم تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من أراضيهم ومنازلهم.
بقيت الضفة الغربية تحت الإدارة الأردنية، وغزة تحت الحكم المصري حتى حرب 1967.
في نكسة 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
منذ ذلك الحين، يخوض الشعب الفلسطيني نضالًا مستمرًا لنيل حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة.
يُعد تاريخ فلسطين ملحمة إنسانية عظيمة تختصر صراع الحضارات، والأديان، والحقوق الإنسانية. ورغم المحن، لا تزال فلسطين رمزًا للأمل والكرامة لكل أحرار العالم.