يُعد الإرشاد التربوي من الوظائف الحساسة التي تتطلب قدرًا عاليًا من المهارة والاحتراف، خاصة أثناء المقابلة الشخصية التي تُعد بوابة العبور نحو الوظيفة. ومن المهارات الأساسية التي تُسهم في نجاح المقابلة مهارة الإصغاء الفعّال، حيث يُفضل أن يقلل المرشد من استخدام الأسئلة المغلقة، ويُركز على التواصل المنفتح والتقبّلي لبناء الألفة مع المسترشد. كما أن الفهم التعاطفي، والذي يتمثل في الاستجابة لمشاعر وخبرات الطالب لفظيًا وغير لفظيًا، هو مهارة جوهرية في نجاح العلاقة الإرشادية.
عند بناء الخطة الإرشادية، يجب أن تكون مرنة، واقعية، وملائمة للمرحلة الدراسية، لكن لا ينبغي أن تكون قابلة للتعميم على جميع المدارس، إذ يُفضل إعداد خطة لكل مدرسة على حدة، حتى وإن كانت تتشابه في المرحلة الدراسية والجنس. من جهة أخرى، لا يجب أن يبتعد المرشد عن بعض الممارسات المدرسية اليومية مثل الإشراف على المقاصف، لما لها من دور في تعزيز تواصله مع الطلبة.
أما على صعيد الأدوار، فإن المرشد التربوي مسؤول عن دراسة التغيرات التي تطرأ على الطلبة، ورصد احتياجاتهم ووضع خطط لتلبيتها. ويستهدف التوجيه المهني بشكل رئيسي المرحلة الثانوية، ويُعد دمج الطلبة في الأنشطة مثل المسرح وسيلة نمائية لتعزيز اندماجهم، خاصة إذا كانوا من أسر منبوذة اجتماعيًا.
في المواقف الأخلاقية، يجب على المرشد الحفاظ على السرية النسبية للمعلومات، بحيث لا يشارك تفاصيل الحالات إلا مع من له علاقة مباشرة، ويمكنه الاكتفاء بتقارير وصفية مختصرة للمدير دون الخوض في التفاصيل. كما ينبغي التعامل المهني مع الطلبة؛ فعند دعوة الطالب لاحتفال خاص، من الأفضل شكره وتمنّي حياة سعيدة له، دون المشاركة الفعلية.
ومن العلامات السلوكية التي قد تشير إلى الجنوح الاجتماعي، سلوكيات مثل الهروب من المدرسة، والتي تستدعي تدخلًا إرشاديًا. وفي حال ظهرت على أحد الطلبة مظاهر إعاقة ذهنية، يُفضل جمع معلومات من المعلمين ومربي الصف قبل اتخاذ أي إجراء تشخيصي. أما في حال كان الطالب مشاغبًا ويستغل صلة قرابة بمعلم في المدرسة، فإن دمجه في الأنشطة قد يكون الحل الأنسب لتقويم سلوكه.
أخيرًا، يجب أن يدرك المرشد أن مفهوم الذات هو صورة الشخص عن نفسه وتقييمه لها، وهي محور مهم في بناء شخصية الطالب وتحديد ملامح التدخل الإرشادي المناسب. كما أن صفات مثل الخجل من التعبير عن المشاعر تُعد عائقًا أمام نجاح المرشد في أداء دوره.
1 دقيقة و 0 ثانية
.